وقد زاد ابن كثيرٍ بعد ذلك كلاماً حسناً نورده بطوله ولا نطيل التعليق عليه: [وقال حماد عن خالد الحذاء عن أبي قلابة عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يدعو بهذا الدعاء أيضا ورواه شريك عن هلال بن حميد عن عبد الله بن علم عن ابن مسعود بمثله. وقال ابن جرير: حدثني المثنى حدثنا حجاج حدثنا خصاف عن أبي حمزة عن إبراهيم أن كعبا قال لعمر بن الخطاب: يا أمير المؤمنين لولا آية في كتاب الله لأنبأتك بما هو كائن إلى يوم القيامة. قال: وما هي؟ قال: قول الله تعالى: ﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ٣٩﴾، الآية ومعنى هذه الأقوال أن الاقدار ينسخ الله ما يشاء منها ويثبت منها ما يشاء. وقد يستأنس لهذا القول بما رواه الإمام أحمد حدثنا وكيع حدثنا سفيان هو الثوري عن عبد الله بن عيسى عن عبد الله بن أبي الجعد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه ولا يرد القدر إلا الدعاء ولا يزيد في العمر إلا البر ) ورواه النسائي وابن ماجة من حديث سفيان الثوري به. وثبت في الصحيح أن صلة الرحم تزيد في العمر وفي حديث آخر (إن الدعاء والقضاء ليعتلجان بين السماء والأرض). وقال ابن جرير: حدثني محمد بن سهل بن عسكر حدثنا عبد الرزاق أخبرنا ابن جريج عن عطاء عن ابن عباس قال: إن لله لوحا محفوظا مسيرة خمسمائة عام من درة بيضاء لها دفتان من ياقوت - والدفتان لوحان - لله عز وجل كل يوم ثلاثمائة وستون لحظة يمحو ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وقال الليث بن سعد عن زياد بن محمد عن محمد بن كعب القرظي عن فضالة بن عبيد عن أبي الدرداء قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يفتح الذكر في ثلاث ساعات يبقين من الليل في الساعة الأولى منها ينظر في الذكر الذي لا ينظر فيه أحد غيره فيمحو ما يشاء ويثبت)، وذكر تمام الحديث، رواه ابن جرير. وقال الكلبي: ﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ٣٩﴾، قال يمحو من الرزق ويزيد فيه ويمحو من الاجل ويزيد فيه فقيل له من حدثك بهذا؟ فقال أبو صالح عن جابر بن عبد الله بن رئاب عن النبي صلى الله عليه وسلم، ثم سئل بعد ذلك عن هذه الآية فقال يكتب القول كله حتى إذا كان يوم الخميس طرح منه كل شئ ليس فيه ثواب ولا عقاب مثل قولك أكلت وشربت دخلت وخرجت ونحو ذلك من الكلام وهو صادق ويثبت ما كان فيه الثواب وعليه العقاب. وقال عكرمة عن ابن عباس: الكتاب كتابان فكتاب يمحو الله منه ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب. وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: ﴿يَمۡحُواْ ٱللَّهُ مَا يَشَآءُ وَيُثۡبِتُۖ وَعِندَهُۥٓ أُمُّ ٱلۡكِتَٰبِ٣٩﴾، يقول هو الرجل يعمل الزمان بطاعة الله ثم يعود لمعصية الله فيموت على ضلالة فهو الذي يمحو...إلخ]؛ هكذا بأحرفه إلا من استكمال الآيات وتصحيح الهجاء وعلامات الترقيم، ومن النص يظهر بدون خفاء أن جمهور السلف يثبت المحو والإثبات لله سبحانه وتعالى ولو في بعض الأمور.
تعليقات
إرسال تعليق